APOSTOLIC JOURNEY OF HIS HOLINESS POPE FRANCIS
TO LITHUANIA, LATVIA AND ESTONIA
[22-25 SEPTEMBER 2018]
قداسة البابا فرنسيس
صلاة التبشير الملائكي
كاوناس، منتزه سانتاكوس
الزيارة الرسولية إلى ليتوانيا
23 سبتمبر / أيلول 2018
أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء،
يحدّثنا سفرُ الحكمة الذي سمعناه، في القراءة الأولى، عن البار المضطهد، عن الذي يضايقُ وجودُه الأشرار. ويوصَف الشرير على أنّه الشخص الذي يظلم الفقير، ولا يرحم الأرملة، ولا يحترم المسنّ (را. 2، 17- 20). الشرّير يدّعي بظنّه أن قوّته هي معيار العدالة؛ إخضاع الضعفاء، واستخدام القوّة بأيّ شكل كان، وفرض نوع من التفكير، أو الإيديولوجية، أو الكلام السائد، واستعمال العنف أو القمع لإخضاع أولئك الذين ببساطة، عبر تصرّفاتهم اليوميّة الصادقة والبسيطة، المملوءة بالجهد والتضامن، يُظهرون أنه من الممكن صنع عالم آخر، ومجتمع آخر. ولا يكتفي الشرّير بصنع ما يحلو له، حسب مزاجيّته؛ إنما لا يريد أن يسلّط الآخرين الضوءَ، عبر صنع الخير، على طريقته هذه في التصرّف. فالشرّ، في الشرّير، يحاول دومًا أن يقضي على الخير.
لقد شهِدَت هذه الأمّة، قبل خمس وسبعين عامًا، التدمير الكامل للغيتو في فيلنيوس؛ وكان هذا قمّة إبادة الألوف من اليهود، إبادة كانت قد بدأت قبل سنتين. كما نقرأ في سفر الحكمة، لقد مرّ الشعب اليهوديّ عبر الاعتداءات والعذابات. نَذكر هذه الأوقات ونطلب من الربّ أن يهبنا نعمة التمييز كي نكتشف، في الوقت المناسب، كلَّ ظهور جديد لهذا الموقف الخبيث، كلَّ "هواء" يؤدّي لضمور قلب الأجيال التي لم تختبره والتي قد تسير خلف صفّارات الإنذار تلك.
إن يسوع يذكّرنا في الإنجيل بتجربةٍ علينا أن نتنبّه لها: الرغبة بالمركز الأوّل، بالتفوّق على الآخرين، التي بمقدورها أن تعشعش في كلّ قلب بشري. كم من مرّة حدث أن اعتبر شعب ما، أنه متفوّق، مع المزيد من الحقوق المكتسبة، ومع المزيد من الامتيازات التي يجب الاحتفاظ بها أو الحصول عليها؟ وما هو العلاج الذي يقترحه يسوع عندما يظهر هذا الميل في قلوبنا وفي عقليّة مجتمع ما أو بلد ما؟ العلاج هو بأن نجعل من أنفسنا آخر الناس وخدَّامًا للجميع؛ نذهب حيث لا يريد أحد أن يذهب، حيث لا يصل أحد، في الضاحية الأبعد؛ ونخدم، عبر خلق فسحات لقاء مع الآخرين ومع المهمّشين. لو تتبنّى السلطات هذا المنطق، نسمح لإنجيل المسيح بالوصول إلى عمق حياتنا، وتصبح حينها عولمة التضامن واقعًا حقًّا. "فيما تعاود الظهور في العالم، وبالأخصّ في بعض البلدان، أشكال حروب مختلفة ونزاعات، نشدّد، نحن المسيحيّون، على الاقتراح القاضي بالاعتراف بالآخر، وعلاج الجراح، وبناء الجسور، وتمتين العلاقات والمساندة «في حمل بعضنا البعض» (غل 6، 2)" (الإرشاد الرسولي فرح الإنجيل، عدد 67).
هنا في ليتوانيا توجد تلّة صلبان، حيث زرع آلاف الأشخاص، على مرّ القرون، علامة الصليب. أدعوكم، فيما نتلو صلاة التبشير الملائكي، لأن تطلبوا من مريم أن تساعدنا في زرع صليب خدمتنا وتفانينا حيث هناك حاجة إلينا، على التلّة حيث يعيش الآخرين، حيث يجب إيلاء اهتمام دقيق بالمستبعدين، والأقليات، كي نُبعِد عن أجوائنا وعن ثقافاتنا احتمالَ القضاء على الآخر، والتهميش، والاستمرار باستبعاد من يُتعِبنا ويُزعِج راحتنا.
يضع يسوع في الوسط طفلًا، يضعه على نفس المسافة من الجميع، كي نشعر جميعنا أننا مدعوّون لإعطاء جواب. إذ نذكر "نعم" مريم، لنطلب منها أن تجعل إجابتنا "نعم" سخيّة وخصبة مثل إجابتها.
صلاة التبشير الملائكي
بعد صلاة التبشير الملائكي
أيها الأخوة والأخوات الأعزاء،
أودّ أن أستغلّ هذه المناسبة كي أشكر فخامة رئيسة الجمهوريّة وباقي السلطات الليتوانية، وأيضًا الأساقفة ومعاونيهم، على التحضيرات لزيارتي هذه؛ أعرب عن امتناني أيضًا لجميع الذين، بطرق عديدة، قدّموا مساهمتهم، حتى في الصلاة.
أخصّ بالفكر في هذه الأيام، الجماعة اليهودية. وسوف أصلّي بعد ظهر هذا اليوم أمام نصب شهداء الغيتو في فيلنيوس، بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لهدمه. ليبارك العليّ الحوارَ والعملَ المشترك من أجل العدالة والسلام.
أتمنّى للجميع يومَ أحد مبارك، وغداءً هنيئًا!
***********
© جميع الحقوق محفوظة – حاضرة الفاتيكان 2018
Copyright © Dicastero per la Comunicazione - Libreria Editrice Vaticana